السبت، 5 مايو 2012

موقعة العباسية 4 مايو

دى شهادتى عن اللى حصل فى العباسية يوم جمعة الزحف 4 مايو 2012 .. 
من اول مانزلت محطة مترو عبده باشا ومشيت فى شارع السوق كله لحد ماوصلت عند الكاتدرائية فى شارع رمسيس ومنها للعباسية .. معظم القهاوى والناس اللى فى السوق كانوا بيتكلموا عن اللى حصل فى اليومين اللى قبل انهاردة وعن ايه ممكن يحصل.. لقيت واحد ماشى وبيقول "فى ناس كتير جاية من جامع الفتح وبيقولوا البلطجية فين الثوار اهم .. انا مش هطلع انهاردة يا جدعان" !!! عرفت ان كان فى نية انهم ممكن يطلعوا على المعتصمين تانى لو العدد كان قليل .. بس جابوا ورا لأن العدد كان كتير فعلا.. 


وصلت لشارع رمسيس عند الكاتدرائية كدة والدنيا كانت فاضية خالص .. فضلت ماشى لحد جامع النور وبعدها روحت وقفت مع اهالى العباسية تحت الكوبرى  .. للعلم .. أهالى العباسية مش كلهم بيحبوا المجلس العسكرى .. فى منهم بيكرهه .. بس بيكرهوا اكتر ولاد حازم ابو اسماعيل وكانوا عمالين يشتموا فيهم وكان فى واحدة بتقول "انا فضلت ماشية ورا العيال بتوع 6 ابريل وهم جايين على هنا عشان اعرف بيقولوا ايه وكانوا عمالين يشتموا فى الجيش"  .. دى طبعا مش فاهمة اى حاجة وبتقوم الدنيا وخلاص وشكلها ماكنش مريحنى اساسا ..


كان فى عربيات وقوات امن مركزى فوق كوبرى العباسية وهى اللى المفروض كانت بتأمن مخارج العباسية ل "ضمان عدم الاشتباك بين الاهالى والمتظاهرين" !!  أهالى العباسية كانوا عاملين لجان شعبية وحاطين سلك شائك على مداخل شوارعهم اللى طالة الى الميدان وكان فى شباب كتير واقفين جوة شوارعهم ..


سمعت ان فى ضرب ابتدا بين المتظاهرين وبين الجيش وانهم بيرشوا مية وبيرموا طوب على بعض .. ماقدرتش افضل فلول كتير ودخلت جوة عند مستشفى عين شمس .. العدد كان كبير جدا وكان فى شيوخ كتير جدا حوالى 40% من الموجودين .. العدد كان حوالى 50 الف مثلا بين وزارة الدفاع لحد كوبرى العباسية .. ضرب الغاز ابتدى وناس كتير جالها حالات اختناق .. ومشهد محمد محمود كان بيتكرر قدام عينى .. ومن كتر قنابل الغاز اللى ضربوها ومن غبائهم فى قنبلة غاز دخلت جوة مستشفى عين شمس .. !!


كان فى كل فترة طيارات هليكوبتر بتطلع تستكشف .. والناس كلها كانت بتهتف "الله أكبر والشعب يريد اعدام المشير" .. والطيارة كانت بترد بطلقات فى الهوا .. بعدها بحوالى ربع ساعة الشرطة العسكرية قررت تتغاشم وتفض المظاهرة بالعنف زى مجلس الوزراء بالظبط .. بس المرة دى كمان كان معاهم غاز صعب أوى !!


الغاز كان كتير جدا جدا .. الناس مقدرتش تستحمل وتراجعت لورا جدا بين مسجد النور واول نفق الخليفة المأمون وناس كتير وقعت واتمسكت .. لاحظت حاجة غريبة جدا .. ان قوات الامن المركزى اللى كانت فوق كوبرى العباسية اللى شفتها اول ماوصلت .. ماكنتش موجودة لما الجيش ضرب!!  .. يعنى بيقولوا لأهالى العباسية اتفضلوا خشوا على المتظاهرين محدش هايمنعكم . ومع ذلك ناس راحوا اتكلموا مع الاهالى وقالولهم بلاش تطلعوا وكان فى ناس ماشيين ينبهوا على المتظاهرين . " بلاش حد يدخل العباسية خالص مش عايزين مشاكل " وبعض اهالى العباسية كانوا بيسقفولنا وبيهتفوا " ايد واحدة " مش عارف ليه الصراحة ؟؟!!


ابتدينا نسمع صوت طلقات نار (مش عارف اذا كان فى الهوا ولا فى المليان) كانت كتير جدا وصدى صوتها كان رهيب .. وحسينا ان فى ناس كتير بتقع ..  ابتدت الناس كلها تجرى تانى .. ناس جريت على صلاح سالم وناس فى شارع رمسيس وناس فى لطفى السيد وكان لسة فى ناس على كبارى المشاه جوة .. مفيش دقيقة ولقينا دخان مغطى السما .. اتاريهم ولعوا فى الخيام .. وصوت طلقات كتير جدا ابتدى تانى مع ضرب غاز بكمية مش طبيعية مكنش فى اختيار عند حد غير انه يجرى بكل قوته ويبعد عن ضرب الغاز والنار .. يا إما هيموت أو يتمسك .. كلنا اتأكدنا انهم جالهم أمر .. "خلصوا عليهم" .. واتأكدنا اكتر لما لقينا بلطجية ابتدوا يطلعولنا من الشوارع المتفرعة من شارع رمسيس ..


حظى كان حلو واقدرت افلت – أول مرة - من البلطجية ودخلت ومعايا ناس كتير فى شارع مستشفى الدمرداش اللى جنب الكاتدرائية .. البلطجية كانوا طالعين بيحدفوا طوب ومعاهم صناديق ازايز كتير .. ومعرفتش ايه اللى حصل بعد كدة قدام الكاتدرائية !! خلصنا شارع مستشفى الدمرداش ووصلنا لشارع لطفى السيد اللى جنب شريط القطر .. ده كان امان وكان فيه ناس كتير راجعة على رمسيس .. مع اول كوبرى مشاه فى لطفى السيد لقينا ناس كتير عليه .. مكناش عارفين دول مين ؟؟ ولقينا مسيرة جاية فى وشنا رافعين أعلام وبتهتف .. وفجأة لقينا المسيرة بتضرب علينا صواريخ .. قعدنا نقولهم احنا معاكم وراجعين من العباسية .. اتاريهم كانوا بيضربوا اللى واقفين على كوبرى المشاه عشان عرفوا انهم بلطجية وكانوا ابتدوا يرموا عليهم طوب قبل ما نوصل احنا ..البلطجية ابتدوا يرموا علينا ازايز وقنابل مونة وطوب .. حظى كان حلو - لتانى مرة  - وفلت منهم وشباب من اللى ورا كوبرى المشاه قاموا معاهم بالواجب  .. كل ده وكانت صوت طلقات النار من الجيش بتدوى فى المكان كله  ..


وإحنا على بعد حوالى 200 متر من مترو غمرة لقينا ضرب نار من مدرعة فى وشنا..ولقينا بلطجية جايين مع المدرعة وبيحدفوا طوف علينا من تحت كوبرى غمرة .. أيقنا تماما إن دى كانت كماشة محترمة معموللنا برعاية المجلس العسكرى .. المرة دى كانوا كتير وإحنا ملناش مفر .. حتى اللى عرف يجرى بسرعة ويطلع سلم كوبرى غمرة .. خدله طوبتين وكان لازم ينط الحاجز اللى قافلين بيه سلم الكوبرى .. كان فى كمان بلطجية فوق كوبرى غمرة بيحدفوا طوب على اللى راجع من العباسية .. حظى كان حلو - لتالت مرة - ونطيت الحاجز اللى كان حوالى 2 متر .. جريت على المترو وده كان اخر أمل بالنسبالى  ..وعرفت بعد كدة ان المترو جاتله أوامر مايقفش فى محطات الدمرداش وغمرة .. يعنى من الاخر كانوا بيسلمونا تسليم أهالى للبلطجية ..


الثوار فى اليوم ده اتعملهم كماشة من مليشيات طنطاوى والبلطجية والأرقام اللى بتتقال عن المصابين او اللى اتمسكوا او اللى ماتوا مش صح .. الاعداد اكتر من كدة بكتير  ..اى حد كان فى العباسية وشاف اللى حصل هيقول كدة .. المصابين كتير جدا وفى ناس مفقودين محدش يعرف عنهم حاجة ..


اخر حاجة عايز اقولها .. الجمعة 4 مايو كان فصل من فصول الثورة .. ولسة فى فصول تانية جاية .. وفى شهداء كتير فى السكة .. وفى النهاية هننتصر .. المجد للشهداء .. ويسقط حكم العسكر .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق